لمع نجمه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ووصفه عمرو دياب وعلي الحجار بأنه المطرب الأذكى في عصره، بعد أن نجح في انتقاء لون خاص به، فتميز عن جميع مطربي الثمانينيات، ولولا وفاته المفاجئة لأصبح من كبار فناني مصر في الألفينيات.
"التحرير لايف" يرصد لكم جانبًا من حياة المطرب الراحل عمر فتحي، بالتقرير التالي..
مسيرة فنية قصيرة
ولد محمد عبدالمنعم عبد الله جوهر الحجاجي - وهو الاسم الحقيقي له - يوم 11 فبراير عام 1952 بصعيد مصر، وتحديدًا مدينة الأقصر.
أما عن مناسبة تمسيته بـ "عمر فتحي"، فذلك يعود إلى مكتشفيه الفنان الكبير عمر بطيشة والمخرج فتحي عبدالستار، فكانت لشدة حبه لهما سببًا فى أن يكون اسمه الفني من اسميهما، فأطلق على نفسه عمر فتحي.
تنبأ له "بطيشة" بأن يكون خليفة للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وذلك بعد أن سببت وفاة العندليب فراغًا فنيًّا بدأ البحث عمن يملؤه في أوائل الثمانينيات، خاصة أن عذوبة صوته قريبة من عبدالحليم.
البداية الفنية له كانت مع فرقة "المصريين"، بقيادة الملحن والموزع الموسيقي هاني شنودة، ومن خلاله تعرف على الشاعر صلاح جاهين الذى آمن بموهبته ودعمه لصعود سلم النجومية، كما كتب له العديد من الأغنيات، أشهرها "ليلة الحنة"، و"ابسط ياعم"، و"يا أبوعيون كحيلة".
عمل عمر فتحي مع فرقة "المصريين" باسم محمد الهندي، وقدم معها عدة أغاني كان أبرزها أغنية 8 ديسمبر، التي ظهرت للنور عام 1977، وحقق نجاحًا كبيرًا أرجعه البعض إلى الملامح الفنية الخاصة التي اختارها لنفسه، حيث الأغنية الخفيفة التي تميل للاستعراض الصوتي، فضلًا عن كونه أول مطرب يغني على المسرح مرتديًا بنطلون وقميص فقط "كاجوال"، وليس بدلة كاملة كما كان سائدًا وقتها بين المطربين، ولشدة جماهيريته اختارته الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة للغناء في احتفالات نصر أكتوبر مع الفنانين محمد منير وعلي الحجار.
أجاد غناء الموشحات الشهيرة مثل "عجبًا لغزال قتال عجبًا"، والتي بدأ غناءها بعد انضمامه لفرقة رضا للفنون الشعبية، وسرعان ما اتجه بعد ذلك إلى التمثيل، حيث شارك في 5 أعمال تليفزيونية منها فوازير "ألف ليلة وليلة"، ومسلسل "العجائب"، بجانب الفيلم الوحيد الذي قام بتمثيله وهو "رحلة الشقاء والحب"، ولقبه الجمهور بـ"صوت المرح".
رغم مسيرته الفنية القصيرة، إلا أنه أصدر 11 ألبومًا، أشهرها "على مهلك"، و"سفينة العجائب"، و"على فكرة"، و"على سهوة"، و"على شرط"، بالإضافة لأغنيات مسلسل سيدة الفندق.
حكايته مع مدحت صالح
من القصص التي تظهر الجانب النبيل في حياته، تلك التي نشرتها إحدى الصحف، حينما أراد مدحت صالح رفع أجره حتى يتزوج، وكان عليه قبلها الاستئذان من عمر فتحي، والسبب أنه على الأخير رفع أجره أولاً حتى يستطيع مدحت صالح ذلك، وهو ما وافق عليه "عمر"، كما ذهب لإحياء حفل زفاف "صالح" ومنحه "نقطة 5000 جنيه، وهو مبلغ ضخم حينها.
مرضه ووفاته
اتهمه البعض بادعاء المرض لاستجداء عطف الجمهور على شاكلة ما حدث مع العندليب الأسمر، وذلك بعدما اكتشف الأطباء إصابته بمرض ضيق الشريان التاجي، إلا أنه صدم الجميع بوفاته المفاجئة في 31 ديسمبر عام 1986 إثر أزمة قلبية حادة عن عمر ناهز 34 عامًا، ودارت حول الحادث بعض الشائعات تاتى أفادت بوجود شبهة جنائية في وفاته بعدما تواطأت خادمته مع بعض المسؤولين وأخفت عنه الدواء وأغلقت عليه الباب حتى وفاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق